Smoke over black background

+سبعون

Seventy+

عاما من

Years of

الاختناق

Suffocation

بعدسة المصورة تانيا حبجوقة

الفصل الثاني: الأردن

الأردن

مخيم جرش

يستضيف الأردن أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين، ومعظم هؤلاء، لا جميعهم، يحملون الجنسية الأردنية.

وطبقاً لمعلومات “وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” (الأونروا)، يعيش ما يزيد عن مليونين من اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لديها الآن في الأردن. يقطن معظمهم في المدن والقرى جنباً إلى جنب مع الأردنيين، بينما يعيش 370,000 منهم في المخيمات. و10 من هذه المخيمات هي مخيمات رسمية، بينما تعتبر ثلاثة أخرى غير رسمية.

يتمتع نحو ثلاثة أرباع اللاجئين الفلسطينيين، الذين يزيد عددهم عن مليوني لاجئ فلسطيني، بالمواطنة الكاملة في الأردن، إذ يحملون الرقم الوطني الذي يسمح لهم بدخول سوق العمل والانتفاع من خدمات الرعاية الصحية والتعليم. بيد أن أقلية لا يستهان بها من اللاجئين، ومعظمهم وفدوا إلى الأردن من قطاع غزة، لا يحملون الجنسية الأردنية على عكس اللاجئين الوافدين من الضفة الغربية. وقد حدّد تعداد وطني رسمي أجرته “دائرة الإحصاءات العامة” الأردنية في 2016 عدد هؤلاء بأنه 634,182. وهم مستثنون من الحقوق والخدمات التي يتمتع بها المواطنون، ويعتبرون من بين أشد المجموعات السكانية فقراً في الأردن.

تعود جذور الفارق في معاملة اللاجئين الفلسطينيين بين الذين انتقلوا إلى الأردن من غزة وأولئك الذين قدموا من الضفة الغربية، إلى تاريخ النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني.

فعقب حرب 1948 العربية – الإسرائيلية، التي استمرت 10 أشهر، سيطر الجيش المصري على قطاع غزّة، بينما دخل “الجيش العربي” الأردني الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.

وضم الأردن الضفة الغربية إليه رسمياً في 24 أبريل/نيسان 1950، في خطوة لم تلق اعترافاً يذكر من جانب المجتمع الدولي. وكانت مصدر خلاف كبير في “جامعة الدول العربية”، التي تبنت، في نهاية المطاف، ما اعتبر آنذاك حلاً لحفظ ماء الوجه، وتلخص في العبارة التالية: “دخول الجيوش العربية فلسطين لإنقاذها يجب أن ينظر إليه كتدبير مؤقت خال من كل صفة من صفات الاحتلال والتجزئة لفلسطين وأنه بعد تمام تحريرها تسلم إلى أصحابها ليحكموها كما يريدون “.

ولإضفاء الطابع الرسمي على المناطق والسكان اللذين ألحقا حديثاً بالمملكة، أصدر الأردن في 1954 خلال عهد الملك حسين بن طلال قانوناً للجنسية منح بموجبه الجنسية الأردنية إلى “كل من كان يحمل الجنسية الفلسطينية من غير اليهود قبل تاريخ 15/5/1948، وأقام بانتظام في المملكة الأردنية الهاشمية خلال المدة الواقعة ما بين 20/12/1948 لغاية 16/2/1954”. وشمل هذا التدبير جميع المقيمين في الضفة الغربية، بمن فيهم اللاجئون الذين نزحوا من القرى والمدن الفلسطينية الأخرى في ما يشكل حالياً إسرائيل. بينما ظلّت غزة والمقيمون فيها تحت الحكم المصري.

أدّت عملية الضم إلى ارتفاع عدد سكان الأردن بأكثر من الضعف، وفتحت أبواب العمل أمام المواطنين الجدد بالتساوي مع المواطنين القدامى في جميع قطاعات الدولة، كما مُنح ممثلوهم المنتخبون نصف مقاعد البرلمان الأردني. بيد أن هذه التطورات لم تفض بشكلٍ مباشر إلى تغييرات في الأوضاع الاقتصادية لجميع اللاجئين الفلسطينيين، إذ ظل العديد منهم يعيشون في المخيمات ويتلقون المعونات من “الأونروا” في مجالي الرعاية الصحية والتعليم.

واستمر الضمّ حتى هزيمة الجيوش العربية في حرب يونيو/حزيران 1967 مع إسرائيل. وكنتيجة للحرب، احتلّ الجيش الإسرائيلي الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة. وفرّ حوالي 300،000 لاجئ فلسطيني من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى الأردن أثناء النزاع وفي أعقابه.

بعد الحرب، نقلت “منظمة التحرير الفلسطينية”، برئاسة ياسر عرفات، قواعدها إلى الأردن، وراحت تشن عمليات عسكرية من الأردن ضد إسرائيل. ومع تنامي قوة “منظمة التحرير الفلسطينية”، أخذت قيادتها تنتقد ما وصفته بالسياسات التصالحية للملك حسين مع إسرائيل، وتطعن في مطالباته بالضفة الغربية، وكذلك بحكمه للأردن. وانتهت بعض فصائل “منظمة التحرير الفلسطينية” إلى إطلاق الدعوات لإسقاط النظام الملكي في الأردن. فشنّ الأردن حملة عسكرية ضد “منظمة التحرير الفلسطينية”، وطردها، في يوليو/تموز 1971، من الأردن. أطلق الفلسطينيون على الحملة اسم “أيلول الأسود”، وأدّت إلى انتقال “منظمة التحرير الفلسطينية” إلى لبنان.

في يوليو/تموز 1988، وبينما كانت الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد الاحتلال العسكري الإسرائيلي في ذروتها، ومع تصاعد الدعم لمنظمة التحرير، أعلن الأردن تخليه عن المطالبة باستعادة الضفة الغربية. كما أعلن الملك حسين عن فكّ الارتباط الإداري والقانوني كلياً مع الضفة الغربية المحتلة، وفسّر قراره بأنه استجابة لرغبات الفلسطينيين في الاستقلال الوطني.

وهكذا، أعيد رسم حدود الأردن لتصبح كما كانت عليه قبل 1948، ولم تعد بنيته السكانية تشمل جميع من يعيشون في الضفة الغربية. احتفظ الأردن بالوصاية على الأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة في القدس، وانضم إلى “جامعة الدول العربية” في الاعتراف بـ”منظمة التحرير الفلسطينية” باعتبارها “الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني”.

وكانت للقرار آثاره الحاسمة بالنسبة إلى نحو 760،000 فلسطيني كانوا يعيشون في الضفة الغربية، حيث كان هؤلاء يشكلون في حينه نسبة 20% من سكان الأردن. إذ ألغى الأردن جنسيتهم ومنحهم، عوضاً عن ذلك، وثائق سفر مؤقتة، بينما احتفظ الفلسطينيون من أهالي الضفة الغربية الذين كانوا يعيشون في الأردن أو يقيمون في بلدان ثالثة بجنسيتهم الأردنية. بيد أن الأردن قام في ما بعد خلال سنوات الـ 2000 بإلغاء الرقم الوطني للآلاف من هؤلاء الأفراد بصورةٍ تعسفية. فألغى تالياً جنسيتهم الأردنية، ومنحهم وثائق سفر مؤقتة ينبغي تجديدها عقب فترة محددة من الزمن، تراوحت عادة ما بين سنتين وخمس سنوات. ولا تستتبع وثائق السفر هذه الحصول على الرقم الوطني، ما يعني أن حامليها لا يستطيعون الانتفاع بمكتسبات الجنسية الأردنية.

من جهتهم، لم يحصل اللاجئون الفلسطينيون الوافدون إلى الأردن من قطاع غزة، أكانوا من أهل القطاع أو من النازحين إليه من ديارهم الواقعة في ما أصبح الآن إسرائيل، على الجنسية الأردنية في أي وقت من الأوقات، وظلوا نتيجة لذلك عديمي الجنسية. وكانوا قد حصلوا على وثائق سفر مصرية أثناء خضوع قطاع غزة للحكم المصري ما بين 1948 و1967، ولكن دون أن يحصلوا على الجنسية المصرية. وعندما فر الآلاف منهم من غزة إلى الأردن عقب حرب 1967، أصدرت السلطات الأردنية وثائق سفر مؤقتة لهم، يتعين عليهم وعلى أبنائهم وأحفادهم تجديدها كل سنتين، وفق إجراء بيروقراطي تشرف عليه وزارة الداخلية، ويخضع لموافقة رئيس الوزراء. ويعيش معظم هؤلاء اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات للاجئين في الأردن.

وبينما تقوم وثائق السفر المؤقتة التي تصرف للاجئين الفلسطينيين من غير حاملي الجنسية مقام بطاقات الهوية، إلا أن عدم تمتعهم بالجنسية يضعهم في وضع غير آمن في الأردن. فهم لا يحصلون على الدعم الاجتماعي الذي يحصل عليه الفقراء. ولا يستفيدون إلا من خدمات التعليم والرعاية الصحية التي توفرها الأونروا. وبينما يستطيعون الالتحاق بالمدارس وبالجامعات، إلا أن ذلك يتم باعتبارهم أجانب، ما يلزمهم بدفع رسوم مضاعفة عما يدفعه حملة الجنسية الأردنية. ولا يحق لهم الاشتراك في التأمين الصحي الذي تديره وزارة الصحّة ويتيح للمواطنين الأردنيين الحصول على المشورة الطبية والعلاج ودخول المستشفيات الحكومية مجاناً أو بكلفة متدنية.

ويحظر على هؤلاء إشغال معظم وظائف القطاع العام، ويحتاجون إلى تصاريح عمل خاصة للحصول على وظائف في القطاع الخاص. ولا يستطيعون العمل في مهن كالمحاماة والمهن الهندسية، نظراً لأن ذلك يتطلب أن يكونوا أعضاء في النقابات الخاصة بهذه المهن، وهي نقابات تقتصر عضويتها على المواطنين. وتتطلب المادة 12 من قانون العمل موافقة وزير العمل أو من يفوضه على توظيف غير الأردنيين. ويعني هذا، في الممارسة العملية، إما أن يكونوا مؤهلين بمجموعة من المهارات لا تتوافر لدى قوة العمل الأردنية أو وجود قطاع يفتقر إلى العدد الكافي من الموظفين الأردنيين.

وحتى وقت قريب، لم يكن بإمكان هؤلاء امتلاك الأراضي أو العقار أو المركبات التي تعمل بالديزل، التي تستخدم بصورة كبيرة في أعمال التجارة والزراعة. إلا أنه، وفي 3 ديسمبر/كانون الأول 2018، وعقب دعوة أطلقها أعضاء في مجلس النواب الأردني لتخفيف الظروف القاسية التي يعاني منها ما يزيد عن 150،000 لاجئ فلسطيني من غزة، قررت حكومة عمر الرزاز السماح لأرباب العائلات من أفراد هذه الفئة بأن يمتلكوا العقار والأراضي بما لا تزيد مساحته عن فدان واحد لأغراض بناء بيت للعائلة، وبأن يحصلوا على تراخيص لمركبات تعمل بالديزل.

وكانت الحكومة، في 2017، وضمن تدابير اقتصادية أخرى، قد رفعت رسوم إصدار وثائق السفر المؤقتة وتجديدها من 25 إلى 200 دينار أردني (من 35 إلى 282 دولاراً أمريكياً). وللتخفيف من وطأة هذه الارتفاع الهائل في التكلفة، أعادت الحكومة التأكيد على قرار اتخذ في 2016 ويقضي بإعفاء المقيمين الذين يحملون وثائق سفر مؤقتة من دفع رسوم تصاريح العمل.

إن منظمة العفو الدولية تدعو الأردن إلى تعديل الوضع القانوني للاجئين الفلسطينيين الذين لا يحملون الجنسية الأردنية، بمن فيهم من قدموا إلى الأردن من قطاع غزة وذرّيتهم، لضمان توفير حماية أفضل لحقوقهم. فهؤلاء اللاجئون لا يستطيعون الانتقال إلى إسرائيل أو إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، بالنظر إلى رفض السلطات الإسرائيلية التقيد بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، الذي يحمي حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، بمن فيهم أولئك الذين يقيمون حالياً في الأردن.

وسواء أكان ذلك من خلال التجنيس أو سواه من التدابير، ينبغي على السلطات الأردنية كفالة حقوق هؤلاء اللاجئين في العمل والصحة والتعليم والسكن، على قدم المساواة مع المواطنين الأردنيين.

إقرأ المزيدأقرأ أقل

نشئ مخيم جرش، المعروف رسمياً باسم “مخيم غزة”، على مساحة 0.76 كيلومتر مربع في محافظة جرش، شمال الأردن، في 1968، كتدبير طارئ لاستضافة نحو 11,500 من اللاجئين الفلسطينيين الوافدين من غزة.

وما بين 1968 و1971، استُخدمت الهبات الطارئة التي أشرفت الأونروا على إدارتها لبناء 2,000 ملجأ. ومع مرور الوقت، استبدل العديد من اللاجئين الفلسطينيين هياكل البناء المؤقتة الخاصة بهم وأقاموا مكانها منازل إسمنتية أكثر ثباتاً. ومع ذلك، ما زال العديد من السقوف مصنوعاً من الحديد المموج وألواح الاسبست، الذي يؤدي التعرض له إلى آثار خطيرة على الصحة.

وتشير المعلومات الإحصائية الحالية للأونروا إلى أن عدد اللاجئين المسجلين في “مخيم جرش” يبلغ 29,000 لاجئ. والأغلبية العظمى من هؤلاء هم من الفلسطينيين الذين فروا من غزة إلى الأردن عقب حرب 1967، بعدما كانوا قد اضطروا للنزوح من ديارهم في ما أصبح اليوم إسرائيل، أو من أبناء هؤلاء وأحفادهم. وتمنعهم إسرائيل من العودة للإقامة، سواء في إسرائيل أو في غزة.

وعدد المواطنين الأردنيين من هؤلاء يشكّل فقط 6%. ويحمل حوالي 90% وثائق سفر مؤقتة صالحة لمدة عامين. ويعتمدون على قسائم الطعام والسلل الغذائية التي تقدمها لهم الأونروا، وكذلك على ما توفره لهم من خدمات صحية وتعليمية.

وطبقاً لدراسة نشرت في 2013، اعتبرت الأونروا “مخيم جرش” المخيم الأشد فقراً بين 10 مخيمات للاجئين الفلسطينيين في الأردن، إذ تصنّف 52.7% من سكانه تحت خط الفقر الوطني.

والأونروا هي المصدر الوحيد للرعاية الصحية الأساسية للاجئين الفلسطينيين في المخيم، بما في ذلك الرعاية الطبية لمعالجة أمراض مزمنة كالسكري وارتفاع ضغط الدم. كما تغطي جزءاً من رسوم المستشفيات في القطاع العام للمقيمين في المخيم ممن لا يحملون الجنسية الأردنية.

كذلك، الأونروا هي الجهة الوحيدة التي تقدم خدمات التعليم لأطفال “مخيم جرش”. حيث تعمل أربع مدارس تابعة للأمم المتحدة في مبنيين اثنين، وفق نظام الدوام بالتناوب. وتكتظ الصفوف الدراسية بالتلاميذ وتفتقر إلى المعدات الكافية. فلا يدخل التعليم العالي إلا 13% من أطفال المخيم.

وتخضع امكانية حصول أهالي “مخيم جرش” من اللاجئين الفلسطينيين على التوظيف لقيود مشدّدة بالنظر إلى عدم كون معظمهم مواطنين أردنيين. ويزيد الطين بلّة وجود المخيم في منطقةٍ نائية، ما يجعل من الصعب على المقيمين فيه الحصول على فرص عمل.

إقرأ المزيدأقرأ أقل
السماء فوق مخيم جرش في شمال الأردن
لاجئون فلسطينيون من مخيم جرش في مبنى مكاتب في عمان.
لاجئون فلسطينيون من مخيم جرش في مبنى مكاتب في عمان.

جندية عواد

جندية عواد
جندية عوّاد، البالغة من العمر 38 سنة، عاملة إجتماعية، وتنتمي إلى عائلة من بئر السبع، فيما يعرف الآن بجنوب إسرائيل. ولدت جندية في الأردن، وعاشت حياتها كلها في مخيم جرش. أبلغها والداها بأن بيت العائلة في بئر السبع تم حرقه أثناء النكبة، في 1948، عندما استولت القوات الإسرائيلية على المنطقة. لجأت العائلة حينها إلى قطاع غزة، حيث عاشت في مخيم خان يونس طيلة 19 سنة. وعندما اندلعت حرب 1967، فرّت العائلة من غزة إلى الأردن، وأقامت في مخيم جرش. تصف جندية حياتها كلاجئة في مخيم جرش بألم:

"كبرت وكلّي أمل بأننا سوف نعود غداً إلى فلسطين، ولكن عوضاً عن ذلك بقينا في بيوت من ألواح الإسبست، وهي مادة تتسبب بالإصابة بالسرطان… لا أريد رقماً وطنياً؛ أريد حقوقي الإنسانية. أريد أن أعيش مثل باقي البشر. أريد رعاية صحية وتعليماً مناسباً وبنية تحتية. أريد المساواة."

على الرغم من كل الصعوبات، فإن جندية امرأة تتّسم بالتحدّي. تكرِّس حياتها للعمل الاجتماعي التطوعي، وهي على استعداد دائماً لمساعدة الناس في المخيم. تقوم جندية حالياً بمساعدة المرضى والمسنين من خلال جمع التبرعات لشراء المواد والمعدات الطبية لهم.

محمد الدهيني

محمد الدهيني
محمد الدهيني، البالغ من العمر 10 سنوات، هو ابن أخت جندية. عندما لا يكون في المدرسة، يرافق محمد خالته أثناء توزيعها المساعدات على المحتاجين. ويرى فيها مثالاً يحتذى به، كما ويرغب في أن يصبح هو نفسه متطوعاً. على الرغم من أن اللاجئين الفلسطينيين الذين لا يحملون الجنسية الأردنية - التي لا يحملها هو الآخر- لا يستطيعون ممارسة طب الأسنان في الأردن، فهو يحلم بأن يصبح طبيب أسنان. قال محمد لمنظمة العفو الدولية، وهو يرتدي معطف طبيب الأسنان الأبيض:

"أرتدي هذا المعطف الأبيض كي أشعر كما يشعر الطبيب وأصبح طبيباً. أريد أن أعالج الناس في المخيم. سأفتتح عيادة لفقراء المخيم الذين لا يستطيعون دفع التكاليف. وسأعالجهم مجاناً".

محمد مفعم بالأمل والأحلام. يحب المخيم وأهله، ويريده أن يصبح مكاناً أفضل له وللجميع- مكاناً يستطيع أن يلعب فيه ويترعرع، ويشعر بالأمان. قال لمنظمة العفو الدولية:
"أريد ملاعباً في المخيم، حتى أتمكن من اللعب مع أصدقائي. أريد مدينة ملاهي أيضاً. أتمنى لو كانت لدينا شوارع نظيفة، ومنازل مناسبة لا تتسرب من سقوفها المياه عندما تمطر السماء. وأتمنى لو كانت لدينا محطة للدفاع المدني حتى لا ننتظر رجال الإطفاء إلى ما لا نهاية عندما تشب الحرائق في المخيم".
"أريد ملاعباً في المخيم، حتى أتمكن من اللعب مع أصدقائي. أريد مدينة ملاهي أيضاً. أتمنى لو كانت لدينا شوارع نظيفة، ومنازل مناسبة لا تتسرب من سقوفها المياه عندما تمطر السماء. وأتمنى لو كانت لدينا محطة للدفاع المدني حتى لا ننتظر رجال الإطفاء إلى ما لا نهاية عندما تشب الحرائق في المخيم".
بسينة طالب

بسينة طالب

بسينة طالب تعمل في مجال التجميل، وتبلغ من العمر 42 سنة. ولدت بسينة في مخيم جرش. عائلة بسينة من بئر السبع. أثناء نكبة 1948 لجأ والداها إلى قطاع غزة، وعقب حرب 1967، لجأت العائلة إلى الأردن. عندما كانت طفلة، كانت بثينة وأشقاؤها وشقيقاتها البالغ عددهم 14- تسعة إخوة وخمس أخوات- يعيشون في غرفة واحدة بالمخيم. كان والدها يعمل مزارعاً موسمياً في الأردن، ولكنه كان بالكاد يحصل على ما يقيم أودهم ويغطي نفقات العائلة. لم تزد قسوة واقع الحياة في مخيم اللاجئين الطفلة بسينة سوى تصميماً على تغيير وضعها. قالت:

"في إحدى المرات، عندما كنت في المدرسة، انكسر كعب حذائي. وتسرب الماء والبرد إلى قدمي. طلبت من والدي شراء حذاء جديد لي، فقام بقص قطعة من الكرتون ووضعها في حذائي. وكلّما كانت قطعة الكرتون تبتل، كان يستبدلها بأخرى. كان علي أن أنتظر شهراً حتى استطاع أن يشتري لي حذاء جديداً. لن أنسى هذا ابداً. ومنذ ذلك الوقت، أصبح همي الأكبر أن أجتهد في الدراسة كي أجد وظيفة تتيح لي شراء حذاء لائق".

بدأت بسينة العمل في سن مبكرة أثناء الدراسة. وفي سنتها النهائية بالمدرسة الثانوية، كان عليها قطف الزيتون لأسبوعين لتوفير ما يكفي من النقود للتسجيل لامتحانات الشهادة الثانوية العامة (التوجيهي). وشرحت لنا كيف حال وضعها الاقتصادي البائس، رغم اجتيازها امتحان التوجيهي، دون اختيار التخصص الجامعي الذي كانت ترغب فيه:

"كنت أرغب في دراسة التمريض، ولكن كان علي أن أختار كلّية قريبة من المخيم لأنني لم أكن أملك أجور النقل. ولذا درست في ‘جامعة البلقاء التطبيقية’ وتخرجت ونلت شهادة تجميل بدرجة امتياز".

تقوم بثينة الآن بتدريس التجميل ضمن الدورات التي يعقدها "مركز برامج المرأة التابع للأونروا" في مخيم جرش. وهي فخورة بالنساء اللاتي قامت بتعليمهن، فهن الآن مستقلات مالياً وباستطاعتهن إعالة أنفسهن وأسرهن. وتعتقد أن عملها يساهم في تمكين نساء المخيم.
بدأت بسينة العمل في سن مبكرة أثناء الدراسة. وفي سنتها النهائية بالمدرسة الثانوية، كان عليها قطف الزيتون لأسبوعين لتوفير ما يكفي من النقود للتسجيل لامتحانات الشهادة الثانوية العامة (التوجيهي). وشرحت لنا كيف حال وضعها الاقتصادي البائس، رغم اجتيازها امتحان التوجيهي، دون اختيار التخصص الجامعي الذي كانت ترغب فيه:

"كنت أرغب في دراسة التمريض، ولكن كان علي أن أختار كلّية قريبة من المخيم لأنني لم أكن أملك أجور النقل. ولذا درست في ‘جامعة البلقاء التطبيقية’ وتخرجت ونلت شهادة تجميل بدرجة امتياز".

تقوم بثينة الآن بتدريس التجميل ضمن الدورات التي يعقدها "مركز برامج المرأة التابع للأونروا" في مخيم جرش. وهي فخورة بالنساء اللاتي قامت بتعليمهن، فهن الآن مستقلات مالياً وباستطاعتهن إعالة أنفسهن وأسرهن. وتعتقد أن عملها يساهم في تمكين نساء المخيم.
هبة حسن عياش
هبة حسن عياش تغني أغنية عن الوطن.
هبة حسن عياش تغني أغنية عن الوطن.

هبة حسن عياش

هبة حسن عياش، طالبة الصيدلة البالغة من العمر 20 عاماً، ولدت وترعرعت في مخيم جرش. والداها من العمارة، وهي قرية فلسطينية سابقة بالقرب من بئر السبع أفرغت من سكانها ودمّرت عقب استيلاء الجيش الإسرائيلي على المنطقة أثناء نكبة 1948؛ لجأ والداها في البداية إلى غزة، ثم إلى الأردن، بعد حرب 1967. أوضحت هبة لنا كيف أن التمييز ضد اللاجئين الفلسطينيين فرض على العديد من زميلاتها ما سيدرسنه في الجامعة:

" أول التحديات التي نواجهها تبدأ عندما نوشك على التخرج من المدرسة الثانوية. فهناك مقاعد محدودة في الجامعات العامة للاجئين الفلسطينيين [ممن لا يحملون الجنسية الأردنية]. فللمواطنين الأردنيين الأولوية عند تخصيص مقاعد الدراسة في الجامعات الحكومية. وينتهي الأمر بالعديد من اللاجئين الفلسطينيين بدراسة تخصصات تفرض عليهم حتى يحصلوا على أية شهادة علمية متاحة".

أضافت هبة أنه على الطلاب، إذا ما رغبوا في الدراسة في جامعة خاصة، أن يواجهوا تحدي تدبير المبالغ التي ينبغي دفعها للرسوم الجامعية الباهظة التي تفرضها هذه المؤسسات على جميع الطلاب. وقد واجهت هبة هذا التحدي في سنتها الأولى في كلية الصيدلة بجامعة فيلادلفيا، إحدى الجامعات الخاصة في عمّان. أوضحت قائلة:

"درست فصلاً واحداً ثم كان علي أن أتوقف لفصل دراسي. لم يستطع والداي تسديد الأقساط الدراسية، ولم أستطع إيجاد عمل لأغطي نفقاتي. وعندما حصلت على معونة مالية، عدت إلى التسجيل. حصلت على المساعدة المالية من أشخاص في المخيم يساعدون الطلاب المحتاجين مالياً".

أما عندما تتخرج، فلن تكون هبة قادرة على العمل كصيدلانية نظراً لأن اللاجئين الفلسطينيين الذين لا يحملون الجنسية الأردنية لا يستطيعون الحصول على وظائف في هذا المجال المهني، المفتوح للأردنيين فقط. ومع ذلك، فهي لا تفقد الأمل:

"أحياناً أشعر بالحزن عندما أفكر في المستقبل. لا أستطيع العمل كصيدلانية لأنني لا أحمل رقماً وطنياً. ولا أستطيع حتى فتح صيدلية في المخيم. ولكنني لست نادمة على ما اخترت. وأعتقد أن الحل سيأتي ذات يوم. سيتغير شيء في هذا البلد، وسيصبح عالمنا مكاناً أفضل".

محمد ريان

محمد ريان

محمد ريان، البالغ من العمر 27 سنة، مهندس مدني عاطل عن العمل، ولد وترعرع في مخيم جرش. عائلة محمد من قسطينة، وهي قرية فلسطينية سابقة في المنطقة الواقعة إلى شمال شرق مدينة غزة، وهي حالياً جزء من دولة إسرائيل بعد أن تم تفريغها من السكان وتدميرها على يد الجيش الإسرائيلي أثناء النكبة. لجأت جدته من قسطينة إلى المنطقة التي أصبحت تعرف بقطاع غزة، ثم غادرت مع أطفالها أثناء حرب 1967 ولجأت إلى الأردن. استقرت في بداية الأمر بمخيم زيزيا ثم انتقلت مع عائلتها إلى مخيم جرش.

Arabic writing class in the 5th elementary UNRWA tented school. Credit: UNRWA

تخرج محمد من الجامعة بشهادة في الهندسة المدنية. ولكن أوضح بأنه لن يتمكن من العمل في مهنته المفتوحة للمواطنين الأردنيين فقط:

"بعد تخرجي، وجدت جميع الأبواب مغلقة في وجهي. لا أستطيع العمل في مهنتي لأنني لا أحمل الرقم الوطني. وعوضاً عن ذلك، أعمل في النجارة. أشعر بأنني ميت في هذا البلد. فليس هناك من أمل".

أم أحمد

أم أحمد
أم أحمد، البالغة من العمر 48 سنة، عاملة اجتماعية وأم لستة أطفال. عائلة أم أحمد من بئر السبع. لجأت العائلة إلى قطاع غزة أثناء نكبة 1948، ثم عادت ولجأت إلى الأردن عقب حرب 1967. ولدت أم أحمد في مخيم جرش، حيث ما زالت تعيش. تحمل درجة علمية في التربية، ولكنها لم تتمكن من العمل في مهنتها؛ فالوظائف في مهنة التعليم مغلقة في وجهها، وأمام جميع اللاجئين الفلسطينيين الذين لا يحملون الجنسية الأردنية. قالت لمنظمة العفو الدولية والإحباط لا يغادر عينيها:

"هذه المعاناة سببها أنني فلسطينية. كان حلمي أن أصبح معلمة، وأشاهد أطفالي الستة يتخرجون ويعملون في مهنهم. عوضاً عن ذلك، شاهدت ابنتي تعيش التجربة نفسها التي عشتها. ابنتي تحمل درجة علمية في إدخال البيانات. بعد تخرجها تقدمت بطلب لإشغال وظيفة في مركز حكومي. وقُبلت للوظيفة، ولكن ما إن تبين لهم أنها لا تحمل الرقم الوطني حتى رفضوها. لقد مرّت ثلاث سنوات على تخرّجها، ولا تستطيع إيجاد عمل".
منظر عمان من نافذة ناشط فلسطيني. الناشط واحد من القلائل الذين غادروا من المخيم.
منظر عمان من نافذة ناشط فلسطيني. الناشط واحد من القلائل الذين غادروا من المخيم.

سناء

سناء
"سناء"، البالغة من العمر 33 سنة، معلمة وأم لستة أطفال. عائلتها من بئر السبع. لجأ والداها إلى غزة أثناء النكبة، ومن ثم إلى الأردن في 1968، في أعقاب حرب 1967. ولدت "سناء" في مخيم جرش، وما زالت تعيش مع عائلتها في بيت صغير من غرفتين. تعمل في التعليم في مدرسة خاصة، ولكن دون عقد عمل. وقد أعربت "سناء" لمنظمة العفو الدولية عن شعورها بالإحباط من الأوضاع:

"ليس لدي تأمين صحي ويمكن أن يفصلوني في أية لحظة. لو كان لدي رقم وطني، لكنت أتمتع بجميع ضمانات قانون العمل، ولكان لدى أطفالي تأمين صحي".

ومع أن الأطفال الفلسطينيين من غير المواطنين يستفيدون من مرسوم ملكي يقضي بأن يتمتع جميع الأطفال تحت سن السادسة بخدمات الرعاية الصحية المجانية، إلا أن "سناء" ذكرت أنها واجهت التمييز في المستشفى العمومي عندما مرض أحد أطفالها في أوائل 2017. ووصفت تجربتها بمرارة:

"أصيب طفلي بالسعال الديكي. نقلته فوراً إلى المستشفى العام. كانت حالته سيئة للغاية، وأردت إدخاله المستشفى. ولكن الطبيب أعطاه دواء وأعاده إلى البيت. وفي الليل، تدهورت حالته ولم يستطع التنفس. أعدته إلى المستشفى ولكن هذه المرة قدّمت شهادة ميلاد أحد أبناء أصدقائي الأردنيين. دون تردّد، أدخل طفلي المستشفى للعلاج. لقد أنقذت شهادة ميلاد أردنية حياته".

ندى

ندى
ندى، البالغة من العمر 32 سنة، صديقة "سناء" منذ الطفولة. هي أم لطفلين وتعمل كأخصائية نظارات وعدسات لاصقة، ولديها خبرة 11 سنة. أرادت ندى أن تفتح محلها الخاص باختصاصها، ولكنها لم تتمكن من تقديم طلب للحصول على ترخيص بسبب عدم حملها للرقم الوطني. ووصفت تجربتها بما يلي:

"في 2015، فتحت محلي للنظارات الطبية والعدسات اللاصقة في المخيم. وعندما علمت وزارة الصحة بذلك، أغلقوا المحل. شعرت بالاختناق. فهذا كان مصدر دخلي الوحيد".
وتشعر "ندى" و"سناء" بالقلق حيال مستقبل أطفالهما. تشتكيان من مدارس الأونروا، التي توفر التعليم للاجئين الفلسطينيين حتى الصف العاشر (أي حتى يبلغوا سن 15 تقريباً)، وتقولان إن الغرف الصفية لأطفالهما مكتظة للغاية. حيث تضم كل غرفة صفية ما بين 45 و55 طالباً للمعلم الواحد. أوضحت "سناء" التحديات التعليمية التي تواجه ابنتها، وهي في الصف السابع (للأطفال في سن 12 تقريباً)، كما يلي:

"لا تدرس ابنتي في غرفة صفية محددة. فهم ينقلون الطلاب من غرفة إلى غرفة حسب توافر الغرف الخالية. ويسمون صفها "الصف الطائر". حيث تظل هي وزملاءها في الصف يتراكضون من طابق إلى آخر".

محمد أبو ناصر

محمد أبو ناصر

كان محمد أبو ناصر، البالغ من العمر 59 سنة، في سن السابعة عندما لجأ مع والديه إلى الأردن قادمين من غزة. عائلته من تل السبع، وهي قرية فلسطينية سابقة قريبة من بئر السبع، أفرغت من سكانها ودمرت عقب استيلاء الجيش الإسرائيلي على المنطقة خلال نكبة 1948. لجأوا في بداية الأمر إلى قطاع غزة، ثم لجأوا مرة أخرى عقب حرب 1967 الى الأردن.

ما زال "محمد" يتذكر رحلة لجوء عائلته من غزة إلى الأردن بتفاصيلها، وأوضح لمنظمة العفو الدولية الجزء الأخير من الرحلة:

"كنا جميعاً في شاحنة واحدة: أطفالاً ونساء ورجالاً، ومعنا الأثاث. اجتزنا جسر الملك حسين [من الضفة الغربية إلى الأردن] في 1968. وفي مخيم جرش، حصلت كل عائلة على خيمة واحدة. كانت عائلتنا تضم 15 فرداً تقاسموا خيمة واحدة. وكانت حياتنا في منتهى الصعوبة. لم تكن هناك مراحيض وكان الناس يصطفون لساعات للحصول على دلو ماء".

أوضح لنا "محمد" بأن الأمر استغرق عدة سنوات حتى تحسنت الأوضاع في المخيم. حيث بنيت وحدات سكنية ومدارس في ثمانينيات القرن الماضي، ورافق ذلك إقامة بنية تحتية أساسية في المخيم. ومع ذلك، ظل يشعر بأن الفقر المدقع ما زال يسود في المخيم.

عمل "محمد" لسنوات كمعلم للغة العربية وكان يحلم بالحصول على درجة الدكتوراه في اللغة العربية. لديه 10 أطفال ووصف نفسه بافتخار بأنه محفّزهم للدراسة الجادة ولتحصيل تعليم وطيد الأركان:

"بالنسبة لأشخاص مثلنا، تعليمنا هو سلاحنا الوحيد. ليست لدينا عقارات. وليس لدينا ضمان اجتماعي. لا تملك أي شيء تستثمر فيه سوى نفسك. ولذا، نجدّ في الدراسة".

"محمد" واصل تعليمه، وفي سن 48 حقق حلمه وحصل على شهادة الدكتوراه في اللغة العربية. بالنسبة لمحمد، التعليم هو بنفس أهمية حفظ الذاكرة الجماعية بالنسبة للفلسطينيين. يعتقد أن كليهما شكل من أشكال المقاومة ووسيلة للحفاظ على الهوية الفلسطينية. يحافظ "محمد" على مفتاح بيت العائلة في قرية تل السبع السابقة بعناية شديدة. أوضح لنا أن والده أعطاه له، وأنه سوف يعطيه لابنه:

"عندما خرج والدي من فلسطين، أحضر مفتاح البيت معه. كانت عائلتي على ثقة بأنها سوف تعود. أعطاني والدي المفتاح عندما بلغ عمري 30 سنة. علّقت المفتاح عند مدخل البيت في مخيم جرش. عندما يأتي الوقت، سأعطيه لابني. لا يمكن محو الذاكرة الجماعية للفلسطينيين. سنقوم بنقلها من جيل إلى جيل".

شكر وعرفان: تود منظمة العفو الدولية أن تعرب عن شكرها وامتنانها لجميع من قابلتهم ووضعوا شهاداتهم بين يديها. شكر خاص لجمعية "بداية جديدة" ولمبادرة "سما غزة"، اللذين ساعدا منظمة العفو الدولية على التواصل مع من جرت مقابلتهم.

Take Action

أرشيف
1
Arabic writing class in the 5th elementary UNRWA tented school :Jerash emergency camp (POP.11.000 ) East Jordan, since this photo was taken the tented classrooms in Jerash camp were replaces with prefabricated classrooms made possible with contributions from government and voluntary agencies. Credit: UNRWA
1
Refugee children on a hillside overlooking Jarash camp for Palestine refugees, east Jordan, Credit: UNRWA by M. Nasr, 1973
1
Jerash emergency camp for Palestine Arab refugees (pop. 12,000) : East Jordan Credit: UNRWA by George Nehmeh
1
Jerash emergency camp for Palestine Arab refugees (pop. 12,000) : East Jordan Credit: UNRWA by George Nehmeh
1
Jerash refugee camp. Credit: UNRWA
1
Jerash refugee camp. Credit: UNRWA
1
Jerash refugee camp. Credit: UNRWA
1
Jerash Arab refugee camp where prefab shelters will shortly replace the tents of today. The eleven thousand refugees in Jerash tented camp in east Jordan will be among the first to benefit from an emergency shelter program being carried out by the United Nations Relief and Works Agency for Palestine refugees in the Near East (UNRWA) with all possible speed before the onset of the worst of the winter weather, with the approval of the government of Jordan with $ 500000 provided by Near East Emergency Donations Inc. (need) , UNRWA is erecting 2,000 one-room family shelters in Jerash camp and 250 two-room units in another UNRWA camp at Marqe, Other special donations are being applied to the program as they are received. Credit: UNRWA by Odd Uhpbom
1
Prefabricated shelters, Jerash Emergency Camp (Pop. 11,000) East Jordan. More than 11,000 Palestine refugees and displaced persons live in this emergency camp near the magnificent ruins of the great Graeco-Roman city of Jerash, The camp was opened in haste on March 3rd, 1968 when renewed hostilities caused the education of all the UNRWA emergency refugee camps that had been set up in the Jordan Valley after the June 1967 war, as was the case in all of the emergency camps at first, the only shelters for the refugees in Jerash were tents. But thanks to special contributions from a number of organizations and governments, a shelter program was initiated by winter of 1968 to provide the refugees with temporary shelters-mainly prefabs-that would afford better protection from the elements. This photograph was taken in 1968 at the time when the first prefabs were going up in Jerash camp. Refugees who left their homes in Palestine following the 1948 hostilities and who were uprooted for the second time in their lives in 1967. Persons who were not previously refugees but were displaced as a result of the June 1967 war. Credit: UNRWA by Munir Nasr, 1981
1
In The Nick of Time, Just before christmas 1968 the Palestine Arab refugees in the Jerash emergency camp(11,000) , were able to move into these pre-fabricated shelters. The tents in which they endured the dusty heat of summer and faced the severities of winter are now being used by many for storage. The one-room cabins are 10 feet by 14 feet with asbestos walls on a timber frame and hardboard lining which helps insulate against the elements. They were provided by need (The Near East Emergency Donations Inc.) There displaced refugees are not yet so fortunate. It is race against time: as UNRWA received additional contributions, so new shelters can be erected and more and more refugee families spared the rigors of winter. See also our picture RJ-Jerash-1, which was taken from exactly the same spot-only a few months earlier, when the refugee tents had not yet been replaced with prefabs. Credit: UNRWA, 1981
1
In The Nick of Time, Just before Christmas 196 the 11,000 Palestine Arab refugees in Jerash emergency camp were able to move into these pre-Fabricated shelters. The tents in which they endured the dusty heat of summer and faced the severities of winter are now being used by many for storage. The one-room cabins (they are 10 feet by 14 feet) have asbestos walls on timber frame, with hardboard lining which helps insulate against the elements. They were provided by need (the Near East Emergency Donations Inc.) Credit: UNRWA, 1981